حقيقة سقوط نصرالله في فخ الجيش الإسرائيلي
حالة من الحيرة والجدل يعيشها المتابع لتسلسل الأحداث بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، على خلفية إعلان الأولى أنها أحبطت عملية كانت ستقوم بها إيران من داخل الأراضي اللبنانية، وبناء عليه تم استهداف الضاحية في بيروت وهو ما أسفر عن مقتل شخصين تقول إسرائيل إنهما اعضاء في الحرس الثوري الإيراني ويحملان الجنسية اللبنانية.
فبعد الإعلان عن العملية الإسرائيلية، ظهر الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، وتوعد بالانتقام للاعتداء الإسرائيلي، وأن الرد سيكون خلال أيام، وهو ما أخذته إسرائيل على محمل الجد، نتيجة إدراكها بضرورة اتخاذ نصر الله لأي إجراء من أجل حفظ ماء وجهه، وتثبيتا للشعارات التي يرفعها دائما من أن كل فعل إسرائيلي سيقابله رد فعل من جانب حزب الله.
وبناء على الوعود التي قطعها على نفسه، قام حزب الله باستهداف آلية عسكرية قرب موقع عسكري بمحاذاة بلدة أفيفيم الحدودية، وأعلن حزب الله أن كل من كانوا في الآلية العسكرية قتلوا وأصيبوا، وهو ما اعتبره الحزب ردا على الهجوم الإسرائيلي.
من جانبها نشرت وسائل إعلام إسرائيلية مقاطع فيديو تظهر عمليات إخلاء لقتلى ومصابين من الموقع إلى إحدى المستشفيات العسكرية، وتظهر في الفيديو مروحية إسرائيلية تهبط في الموقع وينقل إليها جنود، وفي مشهد آخر تهبط المروحية العسكرية فى مستشفى لنقل المصابين والقتلى إليه.
التقطت وسائل الإعلام اللبنانية الموالية لحزب الله ونظيرتها اللبنانية مقاطع الفيديو واعتبرت أنها دليل دامغ على صحة رواية حزب الله بشأن القتلى والمصابين في العملية التي نفذها، لكن وسائل إعلام إسرائيلية نشرت بعد ذلك تصريحات لمسؤولين إسرائيليين على رأسهم بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة، ويوآف جالانت، وزير الاسكان، أكدا خلالها أن أحدا من الجنود الإسرائيليين لم يصب بسوء.
بعد هذه التصريحات توالت رواية وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن الخدعة التي قام بها الجيش الإسرائيلي تجاه هجوم حزب الله، حيث قالت إنه تم وضع آلية عسكرية مسيرة مع دمى وأوهمت حزب الله بأنها دورية تابعة للجيش، وبعد استهدافها، بصواريخ من نوع كورنيت قام الجيش بإصدار بيان عن إصابات ثم نقلت مروحيات جرحى مع دماء ومضمدين لم يكونوا سوى دمى أُعدت في وقت سابق.
الغريب في الأمر أن حزب الله اللبناني نفسه كان قد كشف قبل تنفيذ العملية بأيام، عن مجموعة من الصور التي التقطت لمركبة عسكرية إسرائيلية وبها دمية بدلا من الجنود، وسخر حزب الله من هذه الدمى معتبرا أنها تعبر عن الخوف والرعب الإسرائيلي من الرد المحتمل لحزب الله.
ونقلت صحيفة “اندبندنت عربية” عن ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي قوله إن “كشف الخدعة التي قمنا بها تجاه هجوم حزب الله كان خطأ، إلا أننا لا نملك ما نفعله مع السياسيين في خضم المعركة الانتخابية”.
وأضاف الضابط أنه كان من الممكن عدم النشر والتكتم على الموضوع، إلا أن هناك من اختار أن يتباهى بهذا الإنجاز. ولم يفصح الضابط من يقصد بهذه الكلمات.